للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعبد الذي هو الحبيب أو ما يمت إليه بسبب، والثغر والسلسال من:

عداك حر الثغور المستضامة عن ... برد الثغور وعن سلسالها الحصب

وقوله «تروح روحي إلخ» و «تذكي بخور القلب» كلتا هاتين العبارتين ملفقة من قول حبيب: -

أنبطت من قلبي لوأيك مشرعًا ... ظلت تحوم عليه طير رجائي

القلب هنا مشرع، مورد، ماء، وعند محمود حسن إسماعيل بخور، وعند الرافعي شرارة، وتحوم وتروح وتذكى بمعناه المقلوب، كل ذلك قريب من قريب.

وهذا والحسناء بلا رحمة وفارسها الكئيب

يأيها الفارس في الدرع ما ... تألم فذا في شحوب تسير

من بعد ما جف نبات الغدير

وازن بين هذا من معنى أبيات «الحسناء بلا رحمة لكيتس» وبين قوله محمود حسن إسماعيل:

هجرت كوخي وهوى سحره ... وعشبه الزاهي ونواره

وجئت للقصر أنادي به ... معبودة غابت بأستاره

يا قصر قد طال وقوفي ألا ... يشرق منك الحسن للهاتف

أجب تكلم إن سخر الهوى ... طار برشد المدنف الواقف

هنا اتحاد بين فارس كيتس الكئيب ووقفة جازع أبي تمام عند الربع الذي هو «سؤر الزمن الفاجع»

ولمحمود حسن إسماعيل كلمة عنوانها «أحزان الغروب» هل هذه ترجمة من شعر بودلير المنثور Lecer, puscule du soir «شفق الغروب» أو من أزهار الشر Les Fleurs du Mal- انسجام موسيقى الغروب Harmonie de Soir Le ciel triste et beau comme un grand resposir

السماء حزينة وجميلة مثل صلوات موكب كنسي كبير وأول كلمة محمود حسن إسماعيل:

مات النهار وهذي الشمس جازعة ... عليه تخطر في دامي الجلابيب

كأنها نعش خوفو مال متكئًا ... على سرير بذوب النور مخضوب

صار الموكب الكنسي فرعونيًا كما ترى، والنظر إلى شوقي لا يخفى. ولا تستبعدن الأخذ من بودلير Baudelaire ورجال رومنسية فرنسة فكل ذلك قد ترجم منه كثير

<<  <  ج: ص:  >  >>