للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنواء هنا كنحلة تمص من زهر أفواف، وكقوله:

أو تكن وردًا فيا لهـ ... ـفة نفسي لعبيرك

جعل نفسه كنحلة وفي البيت قبله كفراشة وهو قوله:

إن تكن نارًا فما أشـ ... ـهى خلودي في سعيرك

وقوله:

طوافة بالزهر تنشق عطره ... وتحيله في الطرس همس ذباب

لا يعني به ذباب البيوت ولكن ذباب عنترة المترنم، والطواف بالزهر عمل النحلة ... كأنه يرمز بالنحل لنفسه، وهذا البيت الذي مر «طوافة بالزهر إلخ» مما يشهد بذلك. أما قولنا إنه لم يشارك هذا الزمر الذي رمز به لنفسه إلا في العناء، فذلك أنه قل شيء ذكره التجاني إلا أفعمه هو تفصيلاً. وقد أفرد قصائد لزهرة القطن، كنز الذهب الأبيض [ص ٢١ من أغاني الكوخ طبعه ١٩٣٥].

حين ذاب الطل في كاساتها ... لؤلؤًا يجري على كف الشعاع

لثمت خد الضحى وابتسمت ... كابتسام الطفل في عهد الرضاع

وللساقية (ص ٧٥) وسماها القيثارة الحزينة

ناحت فلا الزهر على عوده ... ألقى عقود الظل في جيده

ومغنى الكير في وكره ... رق لها وازور عن عوده

وللسنبلة (٨٩ سنبلة تغني):

من له في الأرض ملك ... مثل ملكي في الكثيب

موردي النيل وزادي ... من ثرى النيل الخطيب

وهل عنى «بالكثيب» ساكنيه من الناس، إذ السنبل تصلحه الأرض الخصبة والكثيب رملي:

كلل الفجر جبيني ... بالندى الغض الرطيب

والأصيل البر ألقى ... تبره بين جيوبي

فسر البر بإلقاء التبر، وإلا كان وصف الأصيل بالبر شيئًا فيه غموض:

<<  <  ج: ص:  >  >>