يوشك الشاعر أن يكون قد أخلى من عند قوله:«يرجه المجذاف»، وفي الكلمة طول والأصل رومنسي والافتنان في الوزن فرع من التوشيحات التي دعت إليها أبولو.
ومحمد مفتاح الفيتوري شاعر رومنسي عربي، أقرب إلى الضرب الرابع وداخله ما داخل أصناف التجديد المعاصر من الروح المسيحي أحيانا. وقد أشرب شعره قضية اضطهاد الزنوج الذي في أمريكا وجنوب أفريقيا وغيرهما وهذا من صميم روح الرومنسية:
كإفريقيا في ظلام العصور
عجوز ملفعة بالبخور
وحفرة نار عظيمة
لعل الفيتوري أخذ هذا من صفة الدخان التي مر وصفها في شعر محمد المهدي مجذوب وجاء بعده بما يشعر بأن هذا ليس مراده- ولكن السحر:
ومنقار بومة
وقرن بهيمة
وتعويذة من صلاة قديمة
وليل كثير المرايا
ورقصة سود عرايا
يغنون في فرح أسود
وغيبوبة من خطايا
الفيتوري ممتلك لناصية النغم جيد عبارات البيان سليم متن اللغة، ولكن أكثر هذا من تجربة الأفلام
وسفن معبأة بالجواري
وبالمسك والعاج والزعفران
هدايا بلا مهرجان
المسك هنا مسك التمساح لا الذي هو «بعض دم الغزال» بدليل ذكر العاج، و «الزعفران» مع حسن انسيابها مع ما تقدم قافية جليبة لأن تجار الرقيق الذين كانوا بنيل القرن الماضي كانوا إنما يجلبون المسك والعاج وقرن الخرتيت مع الرقيق.