للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رومنسيته بألوان من أقوال الواقعية وغضب اليسار السياسي. وللفيتوري إيقاع مطبوع وحذق في تنويع التفعيلات ولكن عمود الوزن المعروف المألوف مركز له يفرع عنه ويدور حوله وربما لزمه وأظهر توزيعًا للبيت على أسطار على نحو نجد مثله عند البياتي وعند نزار قباني- مثلاً

كان ليل وكان صبح

وكانت قصة آدمية محتومة

قصة تعرفينها ...

فلقد مثلت أدوارها معي يا أثيمة

ومضينا أنا وأنت

فقد تمت فصول الرواية المرسومة إلخ

فهذا بحر الخفيف، وزع الشاعر بيته على مواقف اختارها جعل لكل موقف منها سطرًا، وينبغي أن يلتزم في كتابة الشعر ما يعين على بيان إيقاعه، على النحو المألوف:

كان ليل وكان صبح وكانت ... قصة آدمية محتومة

قصة تعرفينها فلقد مثـ ... ـلت أدوارها معي يا أثيمة

ومضينا أنا وأنت فقج تمـ ... ـمت فصول الرواية المرسومة

ومضينا كل إلى حين يبني ... من جديد أيامه المهدومة

وأقرأ الأفعى (ديوانه، المجلد الأول ٩٥) فهي من بحر المجتث والشك (١٠١) فهي من السريع ولقاء (٩٨) فهي من المتقارب والضعف (١٢٧) من الرجز القصير وبعض هؤلاء وزعت أبياته على أصناف كل منهن في سطلا وما بذلك كبير بأس.

ورومنسية «نازك الملائكة» من ضرب الرومنسية الثالثة، وقد يذكر أنها سابقة إلى تحرير الوزن من قيود أعاريض الخليل وقوافيه، وأوائل هذا النوع من التجديد في عصرنا هذا يجب أن ترد إلى مسرحيات شوقي وقد مرت الإشارة إلى أصحاب الديوان وإلى محمد فريد أبي حديد رحمه الله وكانت لديباجته مسحة رونق وفي كتاب الباقلاني ما يدل على أن ترك القافية والافتنان في مخالفة مألوف الأوزان أمر قديم، وشيء من هذا المعني في «الصاهل والشاحج» للمعري وأعداد أوزان الموشحات تكاد تحصى.

وفي نفس شعر نازك الملائكة تلفيق من الأشياء المخيفة وأوصاف الطبيعة- شيء من «كولردج» وشيء من «وردزورث» وإضافات أخريات- من حسناء كيتس من إدعار ألان بو وهلم جرا:

«وعدوي المخيف

<<  <  ج: ص:  >  >>