للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وداعًا أيها الإشراق الحي من صيفنا الشديد القصر

هأنذا أسمع السقوط ذات الصوت الجنائزي

من ألواح الخشب المرتجة على بلاط الحوش

الشتاء كل الشتاء سيدخل في كينونتي؛ المرارة

البغضاء، الرجفة، الرعب، المشقة والإكراه

ومثل الشمس في جحيمها القطبي

سيكون قلبي ما هو إلا كتلة حمراء من جليد

أسمع كل خشبة إ تسقط بارتعاد

الأعواد التي تنصب للإعدام ليس صداها بأصم من ذلك

روحي مثل صومعة تنهار

تحت دقات دكاكة ثقيلة دائبة بلا لغوب

كأنما أنا على مهد يهدهدني هذا الدور الرتيب

ومسمار يدق على عجل في صندوق جنازة بمكان ما

من أجل من؟ الصيف كان أمس- جاء الشتاء.

هذا الدور الغامض مؤذن بفراق.

هذا الجزء الأول من قصيدة غرامية الموضوع بدليرية السماحة- رحم الله أبا تمام حيث ثال:

سماجة غنيت منا العيون بها ... عن كل حسن بدا أو منظر عجب

كأنما قد نظر بعين الكشف والغيب وضرب من أجزاء النبوة الحدسية إلى هذا الإغراب ثم يقول بودلير في الجزء الثاني من القصيدة

J'aime de vos longs yeux le lumiere verdatre

Douce beaute, mais tout aujourd hui m'est amer,

Etrien ni votre amour, ni le boudoir, ni l'atre,

Ne me vaut le soleil rayonnant sur la mer.

Et pourtant aimez,- moi, tender coeut! Soyez mere,

Meme pour un ingrate, meme pour un mechant;

<<  <  ج: ص:  >  >>