للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما إنه لو يوم جرعاء مالك ... غداة التقينا ظاعنًا ومشيعًا

تبينتما عينًا تجود بمائها ... ومحجوبة تومي بطرف وإصبعا

أي تبينتما عينا ومحجوبة وإصبعا يشار به.

أكثر شعر ابن عثيمين في مدح رجال من رؤساء العرب على زمانه ورثائهم. فما سلك فيه من ذلك نمطًا حبيبيًا البائية التي في أول ديوانه:

العز والمجد في الهندية القضب ... لا في الرسائل والتنميق والخطب

تقضي المواضي فيمضي حكمها أممًا ... إن خالج الشك رأي الحاذق الأرب

وفيما بعد من روح النظر إلى أبي الطيب كقوله:

لكن شمس ملوك الأرض قاطبة ... عبد العزيز بلا ميم ولا كذب

يعني الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مؤسس المملكة السعودية رحمه الله ولا تخفى الإشارة النابغية «بأنك شمس والملوك كواكب البيت»، ثم يقول

قاد المقانب يكسو الجو عثيرها ... سماء مرتكم في نفع مرتكب

حتى إذا وردت ماء الصراة وقد ... صارت لواحق أقراب من السغب

أي حتى ضمرت فلحقت أقرابها «جمع قرب» أي جنوب خواصرها بظهورها

قال النزال لنا في الحرب شنشنة ... نمشي إليها ولو جثيًا على الركب

فسار من نفسه في جحفل حرد ... وسار من جيشه في عسكر لجب

فقوله «قاد المقانب» كقول أبي الطيب من حيث الحذو والإيقاع:

قاد المقانب أقصى شربها نهل ... على الشكيم وأدنى سيرها سرع

هذا في الصدر وإيقاع عجز البيت من أبي تمام مثلاً قوله:

هيهات زعرعت الأرض الوقور به ... من غزو محتسب لا غزو مكتسب

وصدر البيت التالي محذو علي أبي الطيب:

حتى وردن بسمنين بحيرتها

تنش بالماء في أشداقها اللجم

والعجز يذكر بغيلات وبقافية رؤبة:

<<  <  ج: ص:  >  >>