للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لواحق الأقراب فيها كالمقق

أي كالطول. والبيت الثالث أوله من العشى وعجزه من أبي تمام والبيت الرابع محذو على قوله:

لو لم يقد جحفلاً يوم الوغى لغدا ... من نفسه وحدها في جحفل لجب

نحو هذا الحذو لما فيه من قصد الإشارة إلى أقوال من سبقوه (تأمل قوله: «ولو جثيًا على الركب» ألا يذكر بقول حبيب: «تجثو الكماة به صغرًا على الركب»؟ ) نحو هذا الحذو منبئ بتلذذ الشاعر بجيد أقوال هؤلاء الفحول يومئ إليهم أو يشير، لا مجرد السرق.

وأثر قصيدة المدح النبوي جد جلي في صياغة ابن عثيمين رحمه الله وديباجته.

تأمل هذه الخاتمات، قوله:

وخذ شوارد أبيات مثقفة ... كأنها درر فصلن بالذهب

زهت بمدحك حتى قال سامعها ... «الله أكبر كل الحسن في العرب»

يشير كما ذكر محقق ديوانه إلى قول ابن النبيه:

الله أكبر ليس الحسن في العرب ... كم تحت لمة ذا التركي من عجب

إلى هنا نظر شوقي رحمه الله في قوله:

الله أكبر كم في الفتح من عجب ... يا خالد الترك جدد خالد العرب

وكان شوقي رحمه الله كثير الأخذ والشعراء من أفعل شيء لذلك كما تقدم ذكره، وأحسب أن ابن عثيمين أخذ من شوقي في الحذو وطريقة الصياغة ولا ريب أنه تأثر بديوانه وقرأه وأثر شوقي على شعراء النصف الأول من هذا المائة الميلادية كبير. هذا ويقول ابن عثيمين بعده، وهذا بمعرض ما قدمناه من أثر القصيدة النبوية عليه:

ثم الصلاة وتسليم الإله على ... من خصه الله بالأسنى من الكتب

المصطفى من أروم طاب عنصرها ... محمد الطاهر ابن الطاهر النسب

والآل والصحب ما ناحت مطوقة ... وما حدا الرعد بإلهامي من السحب

<<  <  ج: ص:  >  >>