ومن تأمل كاملياته وجد جيادها يغلب عليها مذهب آخر غير مذهب التأمل والحكمة، الذي هو طبيعة المتنبي، مثال ذلك قطعة التوديع في قصيدته "جللا كما بي" فهي غناء غزلي مما قل أن يجيد المتنبي في مثله، ومثال آخر قصيدته:"في الخد أن عزم الخليط رحيلا" فإن إجادته في ناحسة الوصف حيث ذكر مبارزة بدر بن عمار للأسد، وقصيدته "سرب محاسنه حرمت ذواتها" غناء محض، ولو وقعت في ديوان البحتري ما استطاع تبيين انتحالها إلا ناقد فحل، وما كان ليمكنه أن يتحقق من ذلك