للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأسباب والفواصل والأعاريض والضروب. ونحن الذين ورثنا أوزانه غير أكفاء لهن، ومن شواهد انعدام الكفاءة (١) بيننا وبينها أننا نتصيد القوافي، نذهل عن المعنى وعن أنفسنا في طلب قافية شاردة شرود- شاردة إذا كلما طلبناها أمعنت في الفرار، شرود أي جيدة، إذ كذلك نريدها، فلا نظفر بلا إلا ضعيفة، ذلك بأن إيقاع بحر الشعر واسع كالبحر وآفاقه ونحن نمد بحبال تصيدنا نريد أن نعقد الأفق البعيد بقافية. الكلمة التي في آخر البيت «نعقد آفاقًا بإرشاء» كلمة إرشاء، مصدر بكسر أولها الرباعي أرشى الدلو يرشيها أي جعل لها رشاء بكسر الراء وهو حبل البئر والجمع أرشية وفي طبع الديوان خطأ، إذ الهمزة تحت الألف دالة على الكسرة وقد طبعت فوق الألف في الديوان.

وزعم شاعرنا لنفسه أن يتبع «إقواء بإيطاء» وقد مر تعريف الإقواء والإيطاء في الجزء الأول من هذا الكتاب، وليس في هذه القصيدة إيطاء أو إقواء. قوله: «في أطلال أسماء» وبعده بثلاثة أبيات «بأفعال وأسماء» ليس بإيطاء لاختلاف الكلمتين معنى ولفظًا، الأولى علم مؤنث أصله «وسماء» أي جميلة قلبت واوه ألفًا والثانية جمع «اسم» وليس في القصيدة إقواء. قوله:

إلا قوافل أوزان وضوضاء

إن عطفت ضوضاء على قوافل رفعتها فكان هذا إقواء ولكن ضوضاء معطوفة على أوزان، وتوهم الشاعر الإقواء لأن ههنا إشارة إلى الحارث بن حلزة حيث قال:

أجمعوا أمرهم عشاء فلما ... أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء

من مناد ومن مجيب ومن تصـ ... ـهال خيل خلال ذاك رغاء

وفي القصيدة بين الإقواء المشهور الذي آخره «ملك المنذر بن ماء السماء» والروى كله مرفوع.

قول محمد المهدي رحمه الله: «أما سمعت بعبدان العصا البيت» - منع «عبيد» من الصرف جائز ويجوز أن يكون الشاعر قد نون اسم عبيد [هو عبيد بن الأبرص]


(١) أي الشبه والمناظرة والمكافأة التي تكون في الزواج مثلاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>