للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم خروج الدابة الغريبة ... من الصفا بهيئة عجيبة

وهي المذكورة في سورة النمل {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابةً من الأرض تكلمهم}

ثم طلوع الشمس من مغربها ... صاعدة قاصدة مشرقها

وقالوا في تفسير قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك} [في أواخر سورة الأنعام]- قيل طلوع الشمس من مغربها وحين ذلك لا تقبل التوبة ممن لم يكن تاب من قبل.

كانت قصيدة «ود دوليب» يعرفها فقراء الدامر وغيرهم ويحفظها من يعقل من الصغار وتكتب في الألواح أحيانًا. وفي وصف علامات الساعة أن القرآن يرفع من السطور ومن الصدور وأن الناس يعيشون كالأنعام يأكلون ويشربون ويتسافدون. أم ليس في قول الشاعر: -

يحيا به الناس أفراحًا سواسية ... كأسًا بكأس وإغراء بإغراء

بعض الإشارة إلى هذا المعنى. هذه القبلات العلانية في السينما. هذا المادة التي لا تهاب

يعبرون كما شاؤوا وما عرفوا ... متنا يعالج أدواء بأدواء

داء الأنانية والمادية بخوف المجهول،

ثم خروج الدابة الغريبة ... من الصفا بهيئة عجيبة

هذا أحد المتون مما كان وما زالت تتداوى به البقية الباقية من تراث الفقراء.

ها هنا عند شاعرنا مع الإعجاب (يعبرون كما شاؤوا خوف الساعة وعلاماتها- تأمل قوله (وما يسعى لإمساء) لكفر هذا الغرب لا ينتظر ظلام «إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت» وتأمل قوله: «وإغراء بإغراء». هل الدابة الغريبة هي هذا الناس بعد أن تمسخهم المادية قردة وخنازير ثم يقع بهم الخسف، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب؟ حتى الغربيون أنفسهم منهم من فزع من مادية حضارة عصره وسماها الدابة The Animal

والذي يدلنا على فزع شاعرنا من جراءته وثورته التي كأنها شعوبية يسارية الظاهر التجاؤه إلى تراث العقيدة السنية القديم العميق:

أتعرف الشرق كان الشرق في بلد ... قد استراح إلى يأس وإرجاء

<<  <  ج: ص:  >  >>