للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرق الأولى هي العبارة المعاصرة التي يرد بها دار الإسلام كما مر في شعر محرم والشرق الثانية بمعنى الشروق والضوء. الصبح الآن من الغرب ولكنه من قبل كان ها هنا ونحن صرفناه عن دارنا يوم استرحنا إلى اليأس وفرضنا التحكيم على علي وهوله كاره، ثم داهنا وأدهنا من بعده وصرنا مرجئين وأطلق العنان للدهاة وللملوك وللجبارين.

خان الحضارة في صفين إلخ

أي صلة هذا وبين قضايا اللغة والشعر الحديث والثورة الجريئة اللسان- نعم الشك والفزع وجذور الإيمان التي في الجنان

أم أنت تسخر مني إلخ

الشاعر يخاطب محافظه ثائره، الذي نسى العصر ودابته مع عمار بن ياسر ومع الحسين بن علي رضي الله عنهم- نعم «أنا» المحافظ أسخر مني أنا الثائر، والثائر المعترف في بمحافظته يسخر من ذلك أيضًا- وترى ما هو إلا تكرار للغناء القديم، قوافل الأوزان الخليلية التي تقف على الأطلال وتسائلها

هل غادر الشعراء من متردم

وعبدان العصا هم هذه الشراذم التي تطرب لتهديم الأوزان واضطرابها، هؤلاء هم عبيد العصا. «عبيد الشيخ» رمز به الشاعر لنفسه حين حاول التحرر من الوزن، مضطربًا به عن عمد، كاضطراب عبيد بن الأبرص في:

أقفر من أهله ملحوب

هذا وفي الثلث الأخير من القصيدة يعرض الشاعر لثلاثة أغراض، أحدها بقية ثورة وتهيب ولا يخلو من غموض وهو قوله:

هاتوا ابن أحمد ترضيني حكومته ... إذا تملأ من نقلي وصهبائي

يطوي الموازين في بغداد منتجعًا ... باريس عالم إيقاع وأزياء

تنسيه صيحته في البئر قيدها ... في دفتر ندب الأطلال بكاء

وفي هذا من مقارنة الشعوبية والثورة على قديم التراث باسم العصر الحديث. وفي قوله: «حكومته» صدى من صفين وتحكيمها وفي خطب على وردت «الحكومة» بمعنى التحكيم وأراد شاعرنا: «يرضيني حكمه» ولكن بشرط أن يتملأ من فتنة العصر

<<  <  ج: ص:  >  >>