أجور ألفناها وورد مكدر ... وحمد لرب الماس أشبه بالجحد
فليتن بعت المش في الحي كاسبًا ... وأعليت من أطباقه شرف المجد
لأن الطبق له حافة ناتئة تظلل رأس من يحمله وتبدو كأنها شرفة بالنسبة إلى جسم حاملها- فليتني بتخفيف كسرة نون الوقاية بلا إتباع لها بياء المتكلم
عجبت لنفسي كيف أصبحت جالسًا ... إلى مكتب أبلى حياتي بالجرد
وصاحوا أتى الصراف أهلاً بطائف ... يزور على طول الترقب والوعد
وأمسى أبو حيان عندي مقلبًا ... كتابًا وأقلامًا حرثن بلا حصد
وقد أحرق أبو حيان كتبه واعتذر عن ذلك في رسالة له حزينة
تجردت إلا من خلال كريمة ... خشيت عليها الصبر فقدًا على فقد
يعلمني الإيثار قومي ثراؤهم ... من الدين والأحساب والكرم العد
أي الغزير الكثير كعد الماء الذي لا ينقطع مدد عينه
ومرت ضحى سيارة ذات غبرة ... وزهو على الدنيا مصعرة الخد
أي صاحبها يصعر خده زهوًا وغرورًا
من الحلب الأشرار فيها مغامر ... رآني فحياني حريصًا على ردي
وأعرض عنه حاقرًا منه نفخة ... ألم يدر أن الزيف محتقر عندي
الحلب أصل معناها الأخلاط من الناس لا أصل لهم وتطلق في العامية على الغجر ومن هم كالغجر من نابتة العصر الطارئين على البلاد.
هذه الأبيات من قصيدة طويلة آثر الشاعر فيها كما قدمنا البيان الصارح مع حرارة نفس وانفعالة ثورة أصالة ليس معها شك أو تردد- ومع ذلك تصوير بليغ وأنفاس سخرية وفكاهة.
وشعر المهدي الجيد كثير لا تتسع له صفحات هذا المجال المحدود ودونك نموذجًا أخيرًا هذه الأبيات من قصيدة له بعنوان «غارة طليانية» يصف بعض تجاربه إذ تطوع في الجندية الإضافية بالعاصمة سنة ١٩٤١ م إلى حين:
يقول البريطاني دافع ولا أرى ... دفاعًا ومالي في بلادي موطن
وراطنته حينًا وأصغيت معجبًا ... لصوتي كأني كافر متمدن
يقوا تطوع قلت لا ثم ردني ... أخ ضيق العينين كالتيس أرعن
يخوفني مكر الخواجة حاقدًا ... على وسجني إن تمردت ممكن