للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولي إن تعلمت السلاح وسيلة ... بها يستشفى حقد أعانيه مزمن

وأصبحت جنديًا فجاءت مغيرة ... وزامرة صاحت ففر المؤذن (١)

الزامرة صفارة الإنذار- وأغارت طائرة طليانية

أمد حبالاً من شواظ متينة ... وأمسك أقطار السماء وأطعن

هذا وصف جيد وكان المهدي رحمه الله يطلق النار من مدفعه الرشاش بالخرطوم البحرية حين أغارت الطائرات الطليانية ذات عشاء

عجبت لهذا الإنجليزي لابدا ... بخندقه والطير فوقي تدندن

لبد يلبد من بابي نصر وفرح

وألقت رعودًا قاصفات ولذنى ... من الخوف موت فيه من خاف يأمن

لذ من باب فرح لذنى الشيء ولذذته، وجهان

ومالي إلا موطن ليس حكمه ... إلي ولكني أسير مسجن

ومن فوق رأسي خوذة مستديرة ... وكمامة بلعومها ليس يؤمن

الخوذة بضم الخاء لا فتحها كما ضبط خطأ في الديوان. وكانت الكمامة للوقاية من الغاز السام ولم يستعمل في معارك الحرب الثانية، وقوله: «ليس يؤمن» لأن الكمامات التي صرفت للمطوعة كانت قديمة يخشى ألا تقي مما جعلت وقاية منه

وأطلق نيرانًا تعاوى وترتقي ... لها شعل بالليل تهذي وترطن

هي الحرب جاءتنا ونصلى أوراها ... وما بلدي روما ولا هي لندن

والطائرات المغيرة بأمر روما والمدافع ترميها بأمر لندن وضلع الشاعر مع الألمان غيظًا على الاستعمال البريطاني، وكذلك كان كثير من العرب

سلام على الألمان ذقنًا هزيمة ... معًا وأتى روميل فالثأر ممكن

وصف الشاعر لحبال الذخيرة حي دقيق.

وتعجب الشاعر من نفسه كيف نطوع ليدافع كما قيل وزعم عن الوطن والوطن ما زال تحت المستعمر، وذلك قصر السردار، الحاكم العام البريطاني يشرف على النيل ببياضه من شاطئ الخرطوم المقابل، إذا كان هو عند مدفعه بالخرطوم البحرية على الشاطئ الشمالي من النيل الأزرق، ألا يوجه مدفعه إليه فيدكه دكًا- نسى الشاعر رحمه الله أنه


(١) ديوان الشرافة والهجرة للشاعر السوداني محمد المهدي المجذوب بيروت ١٤٠٢ هـ ١٩٨٢ ص ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>