حياه فلى بالغليون المدخن وأعفاه من التطوع، أنغ أن يكون دفاعًا عنه هو، وأعطاه مكافأة وبرر تصرف إعفائه له بتقرير إداري
وأبعدني من خدمة الجيش صارفًا ... مكافأة عن خدمتي ليس تسمن
جنيه ونصف كل قرش بطلقة ... وما لحياتي عنده من يثمن
لا يخفى ما ههنا من مرارة
وسجل في التقرير أني مشاغب وأسعدني أني طليق ملجن
التلجين هو أن تجتمع لجنة وتصدر تقريرًا بالاستغناء عن كذا وكذا وأكثر ما كان يطلق التلجين على الأشياء والمعدات التي يستغنى عنها، فالملجن كأنه غير صالح ليستفاد منه.
وهذا وقد كال هذا الكتاب ولا أريد أن أخرج به عن جادة ما وضع له من تتبع قضايا الوزن والجرس والبيان وأشكال تقصيد القصيدة وأطوارها وما طرأ عليها من معاني العصر الحديث وهزاته وتحدياته وهي عبارة لا تعجبني، أعدها من هذا الجند الغريب الذي طرأ على لغتنا وأساليبنا. لا أريد أن أخرج إلى باب من التراجم والاختيار فذلك يصير بنا إلى بحر لا ساحل له. والمحسنون ممن لا يزال يؤثر مذاهب الجزالة قد جعلوا بحمد الله يكثرون في بلدنا وفي سائر البلاد العربية، كما أن بدعة الشعر الذي يقال له حر قد جعلت كبرى غمراتها توشك أن تنحسر والله المستعان وبه التوفيق.
وقد كان الشيخ مصطفى السقا رحمه الله أشار علي حيت تولت شركة مصطفى البابي الحلبي طبع الجزئين الأول والثاني ونشرهما سنة ١٩٥٥ م ١٩٥٦ م ذكر لي أنه يستحسن أن أكتب عن الموشحات، وحسن ما أشار به رحمه الله وجزاه خيرًا عن كل ما أسدى إلي من خير ولكن الموشحات باب قائم بنفسه، تدخل فيه مع عامية الأندلس أساليب المورسكيين وما يصل ذلك بما تطور منه في بروفنس وأقاليم فرنسة وأوروبا في العصور التي يقال لها الوسطى، فخذا يطلب تخصيصًا وانصرافًا جديدًا إلى بابه من البحث، ولعل غيري أن يكون أجدى كفاية وأدرى دراية بذلك مني في هذا المضمار، وكل ميسر لما خلق له وليس من الحكمة أن يقدم المرء على ما عسى ألا يكون له محسنًا- إن الله يحب المتقن عمله.
وفي النفس شيء من باب من أبوب الشعر الحديث لا يسمح الطول الذي طاله هذا الكتاب والجهد الذي كلفنيه من الإقبال على شيء منه الآن- وذلك هو الجانب