للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قف عند هذا البيت قليلا وتخيل أن لو قاله لك معتذر أكنت تملك إلا أن تعفو عنه.

أسري طريدًا للحياء من التي ... زعموا وليس لرهبة بطريد

كنت الربيع أمامه ووراءه ... قمر القبائل خالد بن يزيد

وكان أبو تمام استشفع بخالد بن يزيد الشيباني

فالغيث من زهر سحابة رأفة ... والركن من شيبان طود حديد (١)

وغدًا تبين ما براءة ساحتى ... لو قد نفضت تهائمي ونجودي

هذا الوليد رأى التثبت بعدما ... قالوا يزيد بن المهلب مودي (٢)

فتزحزح الزور المؤسس عنده ... وبناء هذا الإفك غير مشيد

وتمكن ابن أبي سعيد من حجا ... ملك بشكر بني الملوك سعيد

ما خالد لي دون أيوب ولا ... عبد العزيز ولست دون وليد

نفسي فداؤك أي باب ملمة ... لم يرم فيه إليك بالإقليد (٣)

لمقارف البهتان غير مقارف ... ومن البعيد الرهط غير بعيد

لما أظلتني غمامك أصبحت ... تلك الشهود علي وهي شهودي

من بعد ما ظنوا بأن سيكون لي ... يوم ببغيهم كيوم عبيد

أمنية ما صادفوا شيطانها ... فيها بعفريت ولا بمريد

نزعوا بسهم قطيعة يهفو به ... ريش العقوق فكان غير سديد

وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود

لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود


(١) الغيث من زهر: هو ابن أبي داؤد. وطود شيبان: هو خالد.
(٢) يعني الوليد بن عبد الملك لما هم أن يقتل يزيد بن المهلب، فتشفع فيه سليمان بن عبد الملك وقرن معه في القيد ابنيه عبد العزيز وأيوب.
(٣) الإقليد: المفتاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>