من القتل إلا شفاعة عثمان بن عفان، وكان أخاه من الرضاعة. ثم أسلم بعد ذلك وكان له شأن في الفتوح.
وقول أبي تمام:«حتى استضاء إلخ» مشكل. فهل عنى به أن ابن أبي سرح ظل في ضلاله حتى هداه الله للحق واستضاء بنور القرآن فأسلم وحسن إسلامه، أو عني أن ابن أبي سرح استضاء ببلاغة القرآن، فجعل يحاكي آياته لقريش ويتقول على النبي ما كان يتقول؟ أستبعد هذا الوجه لأنه يشتم منه رائحة الكفر. وما كان الشاعر ليجرؤ على الكفريات بحضرة المعتصم وابن أبي دؤاد. كما أستبعد الوجه الأول، إذ فيه حكم على ابن أبي السرح بأنه حسن إسلامه، وما أحسب المعتصم وابن أبي دؤاد كانا يرتضيان وصف ابن أبي السرح بحسن الإسلام، لما كانا عليه من الاعتزال والميل إلى التشيع وكراهية بني أمية.
ثم قال الشاعر:
والهاشميون استقلت عيرهم ... من كربلاء بأوثق الأوتار
فشفاهم المختار منه ولم يكن ... في دينه المختار بالمختار
حتى إذا انكشفت سرائره اغتدوا ... منه براء الشمع والأبصار
ولما فرغ الشاعر من ضرب هذه الأمثال ليبرر بها أن الخليفة حين قدم الأفشين لم يكن عالماً بحقيقة كفره، دخل في لب الغرض الذي نظم القصيدة من أجله فقال:
ما كان لولا فحش غدرة خيذر ... ليكون في الإسلام عام فجار
مازال سر الكفر بين ضلوعه ... حتى اصطلى سر الزناد الواري
ناراً يساور جسمه من حرها ... لهب كما عصفرت شق إزار
طارت لها شعل يهدم لفحها ... أركانه هدماً بغير غبار
فصلن منه كل مجمع مفصل ... وفعلن فاقرة بكل فقار
هذه صورة فظيعة- صورة جسم آدمي يحترق. ولكن «الفنان» الحق لا