للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الألفات تصحبها موسيقا منتشية مرحة:

فبتلك إذ رقص اللوامع باضحا ... واجتاب أردية السراب إكامها

أقضى اللبانة لا أفرط ريبة ... أو أن يلوم بحاجة لوامها

وتلك إشارة للناقة. ثم أخذ في الفخر:

أو لم تكن تدري نوار بأنني ... وصال عقد حبائل جذامها

تراك أمكنة إذا لم أرضها ... أو يرتبط بعض النفوس حمامها

يعني أو يرتبطني الحمام - هكذا فسره المعري في رسالة الغفران (١).

بل أنت لا تدري كم من ليلة ... طلق لذيذ لهوها وندامها

قد بت سامرها وغاية تاجر ... وافيت قد رفعت وعز مدامها (٢)

ولقد حميت الخيل تحمل شكتي ... فرط وشاحي إذ غدوت لجامها (٣)

فعلوت مرتقبًا على ذي هبوة ... حرج إلى أعلامهن قتامها (٤)

حتى إذا ألقت يدًا في كافر ... وأجن عورات الثغور ظلامها (٥)

أسهلت وانتصبت كجذع منيفة ... جرداء يحصر دونها جرامها (٦)


(١) رسالة الغفران ١٠٧.
(٢) غاية التاجر رايته, وعنى تاجر الخمر.
(٣) الشكة: السلاح، وأراد تحملني في حالة كوني دارعا. والفرط: الفرس السابقة.
(٤) هذا البيت مشكل. - المرتقب: هو الربيئة يصعد تلا ويظل يومه هناك يرقب إن كان بالسهل أعداء وكان لا يرتقب إلا الأمجاد الأنجاد. ذو الهبوة: التل ذو الغبار. حرج: ضيق المسلك صعوده عسر. وموضع الإشكال قوله "إلى أعلامهن قتامها" إذ ليس معاد الضمير ببين، وربما يكون أراد بالأعلام: رؤوس التلال، وأراد بالضمير نفس الأعلام، فأضاف الشيء إلى نفسه أو يعود على الهبوة.
(٥) الضمير في ألقت يعود على الشمس، والكافر: الليل، وأخذ لبيد المعنى من قول ثعلبة بن صعير "ألقت ذكاء يمينها في كافر". وليس ثعلبة بصحابي كما زعم صاحب المفضليات. فالرجل جاهلي قديم، الصحابي غيره.
(٦) عنى بالمنيفة: النخلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>