للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكأنما سلب القشاعم ... مما يشق من الغبار الأكدر

وكأنما شملت قناه ببارق ... متألق أو عارض مثعنجر (١)

تمتد ألسنة الصواعق فوقه ... عن ظلتي مزن عليه كنهور (٢)

ويقوده الليث الغضنفر معلما ... في كل شئن اللبدتين غضنفر

في فتية صدأ الدروع عبيرهم ... وخلوقهم علق النجيع الأحمر (٣)

لا يأكل السرحان شلو طعينهم ... مما عليه من القنا المتكسر (٤)

أنسوا بهجران الأنيس كأنهم ... في عبقري البيد جنة عبقر

قوم يبيت على الحشايا غيرهم ... ومبيتهم فوق الجياد الضمر

وتظل تسبح في الدماء قبابهم ... فكأنهن سفائن في أبحر

من كل أهرت كالح ذي لبدة ... أو كل أبيض واضح ذي مغفر (٥)

لي منهم سيف إذا جردته ... يومًا ضربت به رقاب الأعصر

وفتكت بالزمن المدجج فتكة البراض يوم هجائه ابن المنذر (٦)

صعب إذا نوب الزمان استصعبت ... متنمر للحادث المتنمر

فإذا عفا لم تلق غير مملك ... وإذا سطا لم تلق غير مظفر

فهذا كلام مرقص. ولفظ ابن هانئ فخم فيه جنوح إلى اللبيدية. غير أن إنشاده ينظر من بعد ومن قرب إلى البحتري، فتراه يكثر من التقسيم والثلاثيات،


(١) العراض المثعنجر: المطر الشديد.
(٢) الكنهور: المتراكم من السحاب.
(٣) الخلوق: نوع من الطيب.
(٤) السرحان: الذئب.
(٥) العجز: تفسر للصدر. والأهرت: هو السبع.
(٦) البراض: هو قاتل عروة الرحال، وبسببه قامت حرب الفجار، وما أدري من عنى بابن المنذر، ولعله أراد الرحال، فقد كان من المناذرة بمنزلة الابن.

<<  <  ج: ص:  >  >>