للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كسف البلى الهلال المجتلى ... وأجر ذاك المقول الجوالا (١)

قد كنت آمل أن أراك فأجتني ... فضلًا إذا غيري جنى إفضالا

وأفيد سمعك منطقي وفضائلي ... وتفيدني أيامك الإقبالا

وأعد منك لريب دهري جنة ... تثني جنود خطوبه أفلالا

فطواك دهرك طي غير صيانة ... وأعاد أعلام العلا أغفالا

ودالية الشريف في الصابي أجود بكثير من لاميته في الصاحب. والسبب في ذلك بين فقد كان الشاعر يرثي في الصاحب فضله ومروءته واتساع داره لأهل الأدب ورعايته لهم من غير ما معرفة له، كما تدلنا على ذلك أبياته الأخيرة. أما الصابي فقد رثاه بعد معرفة وحب فجاءت كلمته فيه صرخة قلب جريح ودمعة طرف قريح. قال مستهلًا بالاستفهام كما فعل في اللامية (ولا بد من التنبيه هنا على أن اللامية متأخرة عن الدالية في النظم، وموت الصاحب كان بعد موت الصابي) (٢):

أعلمت من حملوا على الأعواد ... أرأيت كيف خبا ضياء النادي

جبل هوى لو خر في البحر اغتدى ... من وقعه متتابع الأزباد

ما كنت؟ ؟ ؟ قبل دفنك في الثرى ... أن الثرى يعلو على الأطواد

هذا البيت ضعيف وهو مسلوخ من قول أبي الطيب (٣):

ما كنت أعلم قبل دفنك في الثرى ... أن الكواكب في التراب تغور

رجع الحديث:


(١) أجر أخذه من قول عمرو بن معدي كرب "ولكن الرماح أجرت" أي منعتنا المقال بانهزامها وأصل الجر والاجرار شق لسان الفصيل كيلا يرضع.
(٢) يتيمة الدهر ٣٠٦: ٢.
(٣) ديوانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>