للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعدًا ليومك في الزمان فإنه ... أقذى العيون وفت في الأعضاد

لا ينفد الدمع الذي يبكى له ... إن القلوب له من الأمداد

كيف انمحى ذاك الجناب وعطلت ... تلك الفجاج وضل ذاك الهادي

هذا التقسيم ينظر من بعد إلى تقسيم البحتري:

حين التوت تلك الأمور ورجمت ... تلك الظنون وماج ذاك الغيهب

رجع:

طاحت بتلك المكرمات طوائح ... وعدت على ذاك الجلال عواد

قالوا أطاع وقيد في شطن الردى ... أيدي المنون ملكت أي قيا (١)

هذا أبو إسحق يغلق رهنه ... هل ذائد أو مانع أو فادي

لو كنت تفدي لافتدتك فوارس ... مطروا بعارض كل يوم طراد

وإذا تألق بارق لوقيعة ... والخيل تفحص بالرجال بداد

سلوا الدروع من العياب وأقبلوا ... يتحدثون على القنا المياد (٢)

لكن رماك مجبن الشجعان عنه ... إقدامهم ومضعضع الأنجاد

والدهر تدخل نافذات سهامه ... مأوى الصلال ومربض الآساد

ألقى الجران على عنطنط حمير ... فمضى ومد يدًا لأحمر عاد (٣)

أعزز علي بأن أراك وقد خلت ... من جانبيك مجالس العواد

أعزز علي بأن أراك بمنزل ... متشابه الأمجاد والأوغاد

أعزز علي بأن يفارق ناظري ... لمعان ذاك الكوكب الوقاد

في عصبة جنبوا إلى آجالهم ... والدهر يعجلهم عن الإرواد (٤)


(١) الشطن: الحبل. لعل الرواية الصحيحة "أيد" بفتح الدال والإفراد.
(٢) لعل "يتحدثون" تصحيف، وصوابها "يتحدبون" بالباء: أي يتعطفون.
(٣) أحمر عاد: أراد به أحمر ثمود. وعنطنط حمير: أظنه ذان نواس والعنطنط: الطويل.
(٤) جنبوا: أي ربطوا إلى جنب آجالهم كما تربط الخيل إلى جنب الإبل. الإرواد: الإبطاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>