للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أزرى به وأزاله عن أوجه ... قدر يحط البدر وهو تمام

جرحان تمضي الأمتان عليهما ... هذا يسيل وذاك لا يلتام (١)

بكما أصيب المسلمون وفيكما ... دون اليراع وغيب الصمصام

والضمير يعود على الأندلس وأدرنة:

لم يطو مأتمها وهذا مأتم ... لبسوا السواد عليك فيه وقاموا

مقدونيا والمسلمون عشيرة ... كيف الخئولة فيك والأعمام

أترينهم هانوا وكان بعزهم ... وعلوهم يتخايل الإسلام

قوله: وعلوهم، ضعيف كما ترى:

إذ أنت ناب الليث كل كتيبة ... طلعت عليك فريسة وطعام

ثم أسف شوقي بعد هذه الأبيات ومضى يقول كلاماً متوسط الجودة حتى يوشك قارئه أن يمل وييأس. ثم ارتفع فجأة يقول:

أخذ المدائن والقرى بخناقها ... جيش من المتحالفين لهام

غطت به الأرض الفضاء وجوهها ... ركست مناكبها به الآكام

تمشي المناكر بين أيدي خيله ... أني مشى والبغي والإجرام

ويحثه باسم الكتاب أقسة ... نشطوا لما هو في الكتاب حرام

ومسيطرون على الممالك سخرت ... لهم الشعوب كأنها أنعام

من كل جزار يروم الصدر في ... نادي الملوك وجده غنام

وغنام ركيكة كما ترى.

سكينه وبينه وحزامه ... والصولجان جميعها آثام


(١) يعني جرح الأندلس وجرح أدرنة - وارتكب ضرورة في يلتام والوجه يلتئم.

<<  <  ج: ص:  >  >>