هذا من أحسن الوصف، وهو يلائم روع هذه العصر، ( ... ) خير ملاءمة ولا سيما هذا النعت البارع لمن سماهم شوقي بالمهاجرين ونسميهم نحن الأن باللاجئين. وفي قوله:«يتلفتون مودعين ديارهم» مع الصورة البليغة، هذه المطابقة البارعة التي لو سمعها أبو تمام ( ... ) شوقياً عليها.
ثم خلص شوقي من هذا الوصف الجميل إلى تقريع العثمانيين على تفريطهم في السياسة وإضاعتهم تراث أجدادهم الواسع، وخلط تقريعه هنا بتأمل في التأريخ وهذا فن يتقنه ويجيد فيه. قال:
من عادة التأريخ ملء قضائه ... عند وملء كنانتيه سهام
ولا أدري لم جعلها كنانتين:
ما ليس يدفعه المهند مصائما ( ... ) لا الكتب تدفعه ولا الأقلام
إن الألي فتحوا الفتوح جلائلا ... دخلوا على الأسد الفياض وناموا
هذا جناه عليكم آباؤكم ... صبرا وصفحا فالجناة كرام
ثم أسف بعد ذلك شيئاً، وأوقعه في هذا الإسفاف - فيما أظن حرصه أن يظهر أثر الحضارة الأوربية على ذوقه وتقديره للقيم الخلقية من استهجار السف وما إلى ذلك من التعاليم المنسوبة إلى المسيح، ولا يزال القسس يصدكون بها المسامع صادقين. وكاذبين.
ثم زاد الطين بلة أنه ( .......................... ) وأبي تمام في إرسال الحكم والأمثال كما في قوله: