للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي له نطاق، وهو الشقة من الثياب تجعلها الجارية إزاراً، فيكسو نصفاً ويترك نصفاً. وشوقي ينظر في هذا المعنى إلى البحتري حيث يقول:

تلفت من عليا دمشق ودوننا ... للبنان هضب كالغمام المعلق

كأن الباب البيض والشمس طلقة ... تضاحكها أنصاف بيض مفلق

«رجع الحديث»

جدد كأول عهدها وحيالها ... تتقادم الأرض الفضاء وتعتق

من كل ثقل كاهل الدنيا به ... تعب ووجه الأرض عنه ضيق

ولا يخفى ما في هذا البيت من النظر إلى أبي تمام، وكذلك الذي بعده:

عال على باع البلى لا يهتدي ... ما يعتلى منه وما يتسلق

متمكن كالطود أصلاً في الثرى ... والفرع في حرم السماء محلق

ويعجبني قوله: «حرم السماء»، ثم جاء بعد هذا بيت «تمامي» (١) آية في البراعة:

هي من بناء الظلم إلا أنه ... يبيض وجه الظلم منه ويشرق

لم يرهق الأمم الملوك بمثلها ... فخراً لهم يبقى وذكراً يعبق

فتنت بشطيك العباد فلم يزل ... قاص يحجهما ودان يرمق

وتضوعت مسك الدهور كأنما ... في كل ناحية بخور يحرق (٢)

وتقابلت فيها على السرر الدمى ... مسترديات الذين لا تتفنق (٣)

عطلت وكان مكانهن من العلى ... بلقيس تقبس من حلاه وتسرق


(١) تمامي: نسبة إلى أبي تمام، ووجه النسب أبوي، ولكن المعنى لا يظهر.
(٢) الشطر الثاني من هذا البيت ضعيف.
(٣) تتفق: تتنعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>