للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ذكر الصحراء، وخلص إلى صفة الممدوح في منهاج شبيه جداً بما رأيناه في قصيدته السابقتين:

ويهماء تعزف جنانها ... مناهلها آجنات سدم (١)

قطعت برسامة جسرة ... عذافرة كالفنيق القطم (٢)

كتوم الرغاء إذا هجرت ... وكانت بقية ذود كتم (٣)

إلى المرء قيس أطيل السرى ... وأخد من كل حي عصم

وكم دون بيتك من معشر ... صباة الحلوم عداة غشم (٤) ٩

إذا أنا حييت لم يرجعوا ... تحيتهم وهم غير صم

وإدلاج ليل على خيفة ... وهاجرة حرها يحتدم

وإن غزاتك من حضرموت ... أتتني ودوني الصفا والرجم (٥)

تؤم ديار بني عامر ... وأنت بال عقيل فغم (٦)

أذاقتهم الحرب أنفاسها ... وقد تكره الحرب بعد السلم

أخو الحرب لا ضرع واهن ... ولم ينتعل بقبال خذم (٧)

وما مزبد من خليج الفرا ... ت جون غواربه تلتطم (٨)


(١) بهاء: صحراء مبهمة. الجنان: الجن. تعزف: تصوت: آجنات سدم: أي متغيرة من القدم.
(٢) الرسامة: الناقة السريعة. الجسرة: القوية، وكذلك العذافرة. والفنيق: الفحل، والقطم: ذو الزبد.
(٣) أي تكتم رغاءها وهي من نسل إبل تفعل ذلك .. والذود: القطعة من الإبل.
(٤) غشم: جمع غشوم.
(٥) الصفا والرجم: موضعان.
(٦) فغم، من فغم بالشيء فغما: أي حرص عليه. وكلب فغم: أي حريص على الصيد. وعقيل بن كعب بن عامر ابن صعصعة - أي تقصد بني عامر وخاصة بني عقيل.
(٧) الخدم: المنقطع يدل على حزمه، أي أنه لا يخرج غير مستعد، ولا أحسبه أراد إلى غناه، فان القبال كان يضرب به المثل في الحقارة.
(٨) مزبد: أي بحر مزبد. جون: قاتم اللون للريح والسحب. غواربه: أمواجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>