للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى تسطير يكل عنه الساعد. وأكتفي بذكر أبيات، ثم بحسبك أيها القارئ أن تقرأها جهرًا لنفسك لترى كيف تدفع نغمها وسلاسته، قال في مطلع قصيدة: (١)

ألا حيِّ الديار بسعد إني ... أحب لحب فاطمة الديارا

أراد الظاعنون ليحزنوني ... فهاجوا صدع قلبي فاستطارا

لقد فاضت دموعي يوم قو ... لبين كان حاجته ادكارا

أبيت الليل أرقب كل نجم ... تعرض حيث أنجد ثم غارا

يحن فؤاده والعين تلقى ... من العبرات جولاً وانحدارا

إذا ما حل أهلك يا سليمي ... بدارة صلصلٍ شحطوا مزارا

خذ هذا البيت الأخير، هل تجد فيه إلا إنشاء صرفًا لا يكاد يخالطه خبرٌ، أو نفسٌ من خبر؟ (أعني بالإنشاء مدلول هذا اللفظ عند علماء المعاني)

وقال جرير في هشام بن عبد الملك (٢):

أمير المؤمنين جمعت دينًا ... وحلمًا فاضلاً لذوي الحلوم

أمير المؤمنين على صراطٍ ... إذا اعوج الموارد مستقيم

له المتخيران أبًا وخالاً ... فأكرم بالخئولة والعموم

نما بك خالدٌ وأبو هشام ... مع الأعياص في الحسب الجسيم (٣)

وتنزل من أمية حيث تلقى ... شئون الرأس مجتمع الصميم

ومن قيسٍ سما بك فرع نبع ... على علياء خالدة الأروم

ترى للمسلمين عليك حقًا ... كفعل الوالد الرؤف الرحيم


(١) ديوانه ٢٨٠.
(٢) نفسه ٥٠٦ - ٥٠٨.
(٣) الأعياص من بني أمية: هم العاص وأبو العاص جد خلفاء المروانيين، والعيص، وأبو العيص.

<<  <  ج: ص:  >  >>