ستهدم حائطي قرماء مني ... قوافٍ لا أريد بها عتابا
دخلن قصور يثرب معلماتٍ ... ولم يتركن من صنعاء بابا
لقد كان الرجل يشعر بأنه مكتوب له الخلود، وأنه من العظماء- فأضفى جانبًا من اعتداده بنفسه على قومه وعصبيته:
تطولكم جبال بني تميم ... ويحمي زارها أجمًا وغابا
ولكن هذا الفخر لم يحن أوانه بعد، ولا تزال في الهجاء علالة مهرٍ أرنٍ. قد جارى وجوري:
ألم نعتق نساء بني نمير ... فلا شكرًا جزين ولا ثوابا
أجندل ما تقول بنو نمير ... إذا ما .... غابا
ألم ترني صُببت على عبيدٍ ... وقد فارت أباجله وشابا (١)
أعد له مواسم حاميات ... فيشفي حر شعلتها الجرابا
فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبًا بلغت ولا كلابا
أتعدل دمنةً خبثت وقلت ... إلى فرعين قد كثرا وطابا
وحق لم تكنفه نمير ... وضبة لا أبالك أن يعابا
فلولا الغر من سلفي كلابٍ ... وكعبٍ لاغتصبتكم اغتصابا
فإنكم قطين بني سليم ... ترى برق العباء لكم ثيابا
إذن لنفيت عبد بني نمير ... وعلي أن أزيدهم ارتيابا
لقد هجا نميرًا ففضحها، ولكن أين هو من شعر عبيد بن حصين الراعي، وقد كان يعد شاعر مضر، أيتركه ويكتفي من هجاء فنه بهجاء عشيرته؟ كلا فقد كان
(١) فارت عروقه من الهرم.