للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقائلة خولان فانكح نساءهم ... وأكرومة الحيين خلو كما هيا

ولا جدوى في أن أستكثر لك من مثل هذه الشواهد الضعيفة، ففي ديوان الشعر العصري منها ضروب.

ومن المجيدين في الوافر من شعراء العصر المرحوم شوقي، على أن الوافر لم يكن بواديه الطبعي وإنما كان يعتسفه اعتسافًا. وله فيه قصائد طوال، ومنها كلمته المشهورة «قفي يا أخت يوضع خبرينا» وقد شان بعض أجزائها السرد الجاف، وحسبك شاهدًا من ذلك قوله:

وتاج من فرائده ابن سيتي ... ومن خرزاته خوفو ومينا

ومن طواله الحسنة: «سلام من صبا بردى أرق» وهي مشهورة، ولم يخل فيها من إسفاف، وأحسب سبب ذلك أنه تكلف أن يتملق روح القومية والوطنية في سورية، ولم يكن شوقي في قرارة نفسه قوميًا ولا وطنيًا، وإنما كان «إنسانًا» إسلامي النزعة. ومن قوله الذي يدوي دوي الطبل ولا طائل تحته في هذه القصيدة:

وللحرية الحمراء باب ... بكل يدٍ مضرجةٍ يدق

وللمستعمرين وإن ألانوا ... قلوب كالحجارة لا ترق

بني سورية اطّرحوا الأماني ... وألقوا عنكم الأحلام ألقوا

فهذا كلام يصفق له في حزته (١) ثم لا تبقى منه باقية.

ويعجبني من سينية له في ديوانه الثاني اسمها «كوك صو» قوله:

حملن اللؤلؤ المنثور عينًا ... كما حملت حباب الماء كأس

كأن سوافر الغادات فيها ... ملائك همها نظر وهمس


(١) أي في ساعته.

<<  <  ج: ص:  >  >>