للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتجري مجرى عينية لبيد ومتمم في منحاهما الجليل النبيل الموجع، دالية دريد ابن الصمة في أخيه التي مطلعها:

أرث جديد الحبل من أم معبد

وهي مشهورة، ورائيته:

يقولون لي هلا بكيت وقد أرى ... مكان البكا لكن بُنيت على الصبر

فقلت أعبد اله أبكي أم الذي ... له الجدث الأعلى قتيل أبي بكر

وعبد يغوثٍ تحجل الطير حوله ... وعز المصاب حثو قبرٍ إلى قبر

فإما ترينا لا تزال دماؤنا ... لدى واترٍ يسعى بها آخر الدهر

فأنا للحم السيف غير نكيرةٍ ... ونلحمه حينًا وليس بذي نكر

يُغار علينا واترين فيشتفي ... بنا إن أُصبنا أو نغير على وتر

فهذا الكلام بين النبل، بعيد الغور، مفعم بمعاني الوجه تحسه رائثًا.

وفيه من معاني العنف ما يعجز عنه العجل.

ووازن بين كلام طرفة في المعلقة حيث يقول:

يلوم ولا أدري علام يلومني ... كما لامني في الحي قرط بن معبد

على غير شيءٍ قلته غير أنني ... نشدت فلم أُغفل حمولة معبد

وقربت بالقربى وجدك إنني ... متى يك أمر للنكيثة أشهد

وإن أدع للجلّى أكن من حماتها ... وإن يأتك الأعداء بالجهد أجهد

بلا حدثٍ أحدثته وكمحدث ... هجائي وقذفي بالشكاة ومطردي (١)

فلو كان مولاي امرأ هو غيره ... لفرج كربي أو لأنظرني غدي


(١) يعني عوقبت بلا ذنب أذنبته. وقد عوقبت بالهجاء والشكوى والاطراد كأني قد كنت أذنب.

<<  <  ج: ص:  >  >>