للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذيل الأول- أوروبا) في عينيته التي وصف فيها روعته عندما أسرته بنو فهم، قال (١):

غداة تنادوا ثم قاموا وأجمعوا ... بقتلي سلكي ليس فيها تنازع

وقالوا: عدو لا هوادة عنده ... وهاجٍ لأرحام العشيرة قاطع

فقلت لهم شاءٌ وجاملٌ ... فكلكم من ذلك المال شابع

ويأمر بي شعلٌ لأقتل مقتلاً ... لعمر الإله بئس ما أنت صانع

إلى أن يقول:

وقال نساءٌ لو قُتلت لساءنا ... سواكنٌ ذو الشجو الذي أنا فاجع

رجالٌ ونسوانٌ بأكناف بيشةٍ ... إلى حثنٍ تلك العيون الدوامع

وهذه القصيدة مع اشتمالها على تفاصيل مهمة تترك لك جانبًا كبيرًا لتعرفه عن السكري وأشياخه كما في قوله:

فويل أم بزجرٌ شعلٌ على الحصى ... ووقر بز ما هنالك ضائع

فهذا البيت لا تدرك معناه إلا إذا كنت قد علمت بدءًا أن تأبط شرًا (شعلاً) كان رجلاً قصيرًا، وكان قد استلب سيف قيس وتقلد به، وجعل يخطر به، وكان السيف أطول من تأبط شرًا، فجعل ينجر على الأرض.

ومثل هذه التفاصيل التي تعطيك المعالم، وتترك بعد ذلك لك جانبًا عظيمًا، لا سيما إن كنت تعرف القصة، فيها ذخيرةٌ واسعة من الفن، وغذاء للعقل المتأمل وقد كانت العرب. بحق ترى في تاريخها وأساطيرها وأخبار وقائعها مادةً للتفكر والتأمل والعظة


(١) أبيات قيس هذه اعتمدنا في روايتها على الحفظ فليرجع إليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>