للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علقتها عرضًا وأقتل أهلها ... زعمًا لعمر أبيك ليس بمزعم

وما تمنع الرجل بغضته لرهط امرأةٍ أن يتعشقها ويقتل أهلها ليظفر بها. بل الغالب في الرجال -حتى في حالات المصاهرة المعتادة- ألا يكون بينهم وبين أصهارهم كبير حب. كما أن النساء لا يكون بينهن وبين أحماتهن إلا العداوة.

هذا، والحديث ذو شجون ونرجع بعد إلى ما كنا فيه من ذكر رائية امرئ القيس:

بعيني ظعن الحي لما تحملوا ... لدى جانب الأفلاج في جنب تيمرا

فشبهتهم في الآل لما تكمشوا ... حدائق دومٍ أو سفينًا مقيرا (١)

أو المكرعات من نخيل ابن يامنٍ ... دوين الصفا اللائي يلين المشقرا

عنى بالمكرعات: النخيل الباسقات اللائي نبتن على حافة الماء وكرعن منه وروين. ثم أخذ بعد هذا في صفة النخيل فأجاد وأمتع. وتأمل هذه الصورة التي يرسمها لك، من موضع النخيل وراء الصخور التي تلي قصر المشقر، حيث كان يقيم عامل كسرى على البحرين، ومن سموقهن، وحملهن للبسر الأحمر، وتحدب أصحابهن عليهن من بني الربداء بأطراف القنا، يمنعونهن بذلك من الطامعين، قال:

سوامق جبارٍ أثيثٍ فروعه ... وعالين قنوانًا من البسر أحمرا (٢)

ولا أنبهك إلى جمال عطف الفعل في قوله «وعالين» على ما سبقه من قوله «أو المكرعات».

حمته بنو الربداء من آل يامنٍ ... بأسيافها حتى أقر وأوقرا


(١) الدوم: ضرب من الشجر شبيه بالنخل، يكثر بجزيرة العرب وبأرض السودان.
(٢) الجبار: ما طال من النخل.

<<  <  ج: ص:  >  >>