للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفعل ذلك، فالرجل لم يصل إلى الغرام إلا بعد جهد وتكلف: ويعجبني من هذه القصيدة قوله في مطلعها (١):

ألا حييا ليلى أجد رحيلي ... وآذن أصحابي غدًا بقفول

أريد لأنسى ذكرها فكأنما ... تمثل لي ليلى بكل سبيل

ويعجبني قوله في آخرها:

وقالوا نأت فاختر من الصبر والبكا ... فقلت البكا أشفى إذن لغليلي

توليت محزونًا وقلت لصاحبي ... أقاتلتي ليلى بغير قتيل

لقد أكثر الواشون فينا وفيكم ... ومال بنا الواشون كل مميل

وما زلت من ليلى لدن طر شاربي ... إلى اليوم كالمقصى بكل سبيل

ومن إحسانه الذي لا يدفع في هذه القصيدة قوله:

لقد كذب الواشون ما بُحت عندهم ... بليلى ولا أرسلتهم برسيل

فإن جاءك الواشون عني بكذبة ... فروها ولم يأتوا لها بحويل

فلا تعجلي يا ليل أن تتفهمي ... بنصح أتى الواشون أم بحبول (٢)

فإن طبت نفسًا بالعطاء فأجز لي ... وخير العطايا ليل كل جزيل

وإلا فإجمال إلي فإنني ... أحب من الأخلاق كل جميل

وإن تبذلي لي منك يومًا مودة ... فقدمًا تخذت القرض عند بذول

وإن تبخلي يا ليل عني فإنني ... تُوكلني نفسي بكل بخيل

ولست براض من خليل بنائل ... قليل ولا أرضى له بقليل

وليس خليلي بالملول ولا الذي ... إذا غبت عنه باعني بخليل


(١) الأمالي (الدار) ٢: ٦٢ - ٦٥.
(٢) الحبول: الدواهي.

<<  <  ج: ص:  >  >>