ولو غيرنا نبهت تلتمس القرى ... رماك بسهم أو شباة سنان
وكل رفيقي كل رحل وإن هما ... تعاطى القنا قوماهما أخوان
وخوف الفرزدق ظاهر في هذه الأبيات، وهو لا يحاول أن يدسه عنك، بل يؤكده بهذا الملق الظريف الذي يخاطب به الذئب.
وقصة هذه الأبيات كما حدثت تختلف شيئًا عما ذكره الفرزدق في أبياته، ومن الإنصاف له أن نقول: إنه هو الذي رواها كما وقعت، فقد كان مسافرًا في ركب، وكان قد سلخ شاة فأعجلهم المسير فعلقها على بعير، حتى إذا جاء الفجر وعرس الركب، وناموا، جاء ذئب إلى المسلوخة فجعل ينتهشها ونفر الإبل وأحس به الفرزدق، فأخذ يرمي له بالعضو من الشاة بعد العضو حتى أسفر الصبح وانقشع الذئب.
هذا، وقد استهل الفرزدق بهذه الأبيات الفكهة الحلوة كلمة من قصائده