للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعرض نصل السيف من دون فتحه ... وغيب عنه في خراسان طاهره (١)

ولو عاش ميت أو تقرب نازح ... لدارت من المكروه ثم دوائره

ولو لعبيد الله عون عليهم ... لضاقت على وُراد أمر مصادره (٢)

حلوم أضلتها الأماني ومدة ... تناهت وحتف أوشكته مقادره

ومغتصب للقتل لم يُخش رهطه ... ولم تُحتشم أسبابه وأواصره

صريح تقضاه الرماح حشاشة ... يجود بها والموت حُمر أظافره

أدافع عنه باليدين ولم يكن ... ليثنى الأعادي أعزل الليل حاسره

ولو كان سيفي ساعة الفتك في يدي ... درى الفاتك العجلان كيف أساوره (٣)

حرام علي الراح بعدك أو أرى ... دمًا بدم يجري على الأرض ماثره

وهل أرتجي أن يطلب الوتر واتر ... يد الدهر والموتور بالدم واتره

أكان ولي العهد أضمر غدرة ... فمن عجب أن ولي العهد غادره

فلا مُلي الباقي تراث الذي مضى ... ولا حملت ذاك الدعاء منابره

ولا وأل المشكوك فيه ولا نجا ... من السيف ناضي السيف غدرًا وشاهره (٤)

لنعم الدم المسفوح ليلة جعفر ... هرقتم وجنح الليل سود دياجره

كأنكم لم تعلموا من وليه ... وباغيه تحت المرهفات وثائره

وإني لأرجو أن تُرد أموركم ... إلى خلف من شخصه لا يُغادره (٥)

مُقلب آراء تُخاف أناته ... إذا الأخرق العجلان خيفت بوادره

هذه قصيدة البحتري كاملة، وأنت تراه فيها قد أخفى لوعته الشخصية تحت


(١) الفتح بن خاقان نديم المتوكل. وطاهر بن عبد الله بن طاهر والي خراسان.
(٢) عبيد الله بن خاقان وزير المتوكل، أخو الفتح.
(٣) ذكر الرواة أن البحتري اختفى في إحدى أنابيب الدار لما هو جم المتوكل.
(٤) وأل: وجد موثلاً، والمشكوك فيه هو المنتصر، لأنه كان يتهم بتدبير المؤامرة.
(٥) يغادره: أي يضمر له الغدر، وأظنه عنى المعتز.

<<  <  ج: ص:  >  >>