للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندك معنى ما قدمته؛ خذ قول النابغة في رائيته: «عوجوا فحيوا لنعم»:

رأيت نُعمًا وأصحابي على عجل ... والعيس للبين قد شُدت بأكوار

فكان ذلك مني نظرة عرضت ... حينا وتوفيق أقدار لأقدار

وقد نكون ونعم لاهيين معًا ... والدهر والعيش لم يهمم بإمرار

أيام تخبرني نُعم وأخبرها ... ما أكتم الناس من حاجي وأسراري

أقول والنجم قد مالت أوائله ... إلى المغيب تثبت نظرة حار

ألمحة من سنا برق رأى بصري ... أم ضوء نُعم بدا لي أم سنا نار

بل ضوء نعم بدا والليل معتكر ... فلاح من بين أثواب وأستار

تُلوث بعد افتضال البرد مئزرها ... لوثًا على مثل دعص الرملة الهاري (١)

والطيب يزداد طيبًا أن يكون بها ... في جيد واضحة الخدين معطار

وقد سبق أن استشهدنا ببعض هذه الأبيات، وناهيك بحسنها وما يسيل من جوانبها من رقة الحنين.

وهاك مثالاً آخر من شعر القطامي (٢):

ما اعتاد حب سُليمى حين معتاد ... ولا تقضي بواقي دينها الطادي (٣)

إلا كما كنت تلقى من صواحبها ... ولا كعهدك من غراء وراد (٤)

ما للكواعب ودعن الحياة كما ... ودعنني واتخذن الشيب ميعادي

أبصارهن إلى الشبان مائلة ... وقد أراهن عني غير صُداد (٥)


(١) أي الكتيب المنهار.
(٢) رغبة الآمل ١: ١٩٧.
(٣) الطادي: الواطد: الثابت.
(٤) وراد: أي زوج كثير الورود. والغراء: المرأة.
(٥) صداد: جمع شاذ للمؤنث، وصوابه مع المذكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>