للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو طويلة جدًا، وقد اشتط فيها في محاكاة ابن زيدون، فقصر ذلك به عن غاية الإجادة. ذلك بأن المُجاري ينبغي أن يكون له كلام من عند نفسه فيجاري ويباري، أما أن يتكلف الوزن والقافية وما يتبع ذلك من وشي البيان والبديع، ثم يعمد إلى معاني النموذج الذي احتذاه فيسلخها، فليس بمجاراة ولا مباراة، وإنما هو تكلف وصناعة.

وأجود ما جاء في نونية شوقي هذه هو قوله:

ماذا تقص علينا غير أن يدًا ... قصت جناحك جالت في حواشينا (١)

رمى بنا البين أيكا غير سامرنا ... أخا الغريب وظلا غير وادينا

آهًا لنا نازحي أيك بأندلس ... وإن حللنا رفيفًا من روابينا

وقال في مصر:

على جوانبها رفت تمائمنا ... وحول حافاتها قامت رواقينا (٢)

ملاعب؟ ؟ ؟ فيها مآربنا ... وأربع أنست فيها أمانينا

بنا فلم نخل من روح يراوحنا ... من بر مصر وإحسان يغادينا

كأم موسى على اسم الله تكفلنا ... وباسمه ذهبت في اليم تُلقينا

فهذا جيد القصيدة، وهو كما ترى متوسط وفيه حشو كثير.

ولحافظ كلمات في البسيط [منها مرثيته لمحمود سامي الباردوي، «ديوانه ٢: ٣١»] هي دون كلمات شوقي بكثير.


(١) أراد «في أحشائنا» فأعيته القافية.
(٢) جمع راقية.

<<  <  ج: ص:  >  >>