للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَرَنّمْ في نهارِك مُستعينًا ... بذكرِ الله في المُتَرَنماتِ (١)

وتائيته:

سحائبُ مبْرقاتٌ مرعداتُ ... لمهجَةِ كلٌ حي مُوعداتُ (٢)

وكلاهما يغلب عليه النظم، والثانية أجزل.

والعين فيها شيء من عسر بالنسبة إلي غيرها من الذلل، وجيادها كثيرة. والميم واللام أحلى القوافي، لسهولة مخارجهما، وكثرة أصولهما في الكلام من غير إسراف. وروائعهما كثيرة. والباء والراء والدال تليانهما. والياء المتبوعة بألف الإطلاق كثيرة جدًا. وخاصةً في الطويل، وأكثر اعتماد الشعراء في قوافيها علي ياء المتكلم، وجموع المنقوص بالكسرة. والإسفاف فيها كثير للغاية، وجيادها قليلة، نحو يائيات عبد يغوث، ومالك بن الريب، وسُحَيم عبد بني الَحسحاس.

والحروف المشددة كلها عسرة، لا سيما إن حافظ الشاعر على تشديد الرويّ من المطالع إلى النهاية، وهذا قليل. وبعض الأحرف الذلل يصير صعبًا، إذا شدّد كاللام والنون، وبحسبك كلمة الحماسي:

إنَّ بالشِّعبِ دون سَلْعٍ ... لقتيلا دَمُه ما يُطَلُّ

والكاف أعسر ما تكون إذا جاءت مضمومة كما عند زهير (٣).

بان الخليطُ ولم يأوُوا لَمنْ تَركُوا ... وَزَوَّدُوكَ اشْتِياقاً أيةً سَلَكُوا

والشاعر في مثل هذه القافية لا يستطيع أن يستعين بالضمائر، لأنها لا تجيء


(١) اللزوميات ١ - ٥٠.
(٢) ١ - ١٣١.
(٣) مختارات الشعر الجاهلي ٢٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>