للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضمومة والإجادة في مثلها تدل على فحولة متأصلة، وذلك ما فعله زهير، والنقاد الأوائل يقدمون كافيته هذه علي جميع الكافيات. وإذا جاءت الكاف مفتوحة أو مكسورة فأمرها أيسر، لإمكان استعمال الضمائر. ومع هذا فأكثر الشعراء الفحول قد أقلوا منها علي هذا النحو. وقد ركبها أبو تمام في بعض طويلياته، فلم يأت بطائل. ومن أحسن ما جاء منها، مقطوعة تأبط شرًا الحماسية:

وإني لُمْهد من ثنائي فقاصدٌ ... به لابن عم الصدق شُمْسٍ بن مالك

وقد استعمل المتنبي الكاف المفتوحة في الوافر، فأجاد جدًا، وذلك قوله:

فَدىَّ لك من يقصر عن مداكا ... فلا مِلكٌ إذن إلا فَدَاكا (١)

وقد جاء بالكاف أصلية في أكثر من نصفها، ولم يستعملها ضميرية في أكثر من ثلاث أبيات متتابعات، كما في قوله:

إذا التوديعُ أعْرض قالَ قلبي ... عليك الصَّمتَ لا صاحبتَ فاكا

ولولا أنَّ أكثر ما تمنى ... معاودةٌ لقلتُ ولا مُناكا

قد استشفيتَ مِنْ داءٍ بداءٍ ... وأقتل ما أعلك ما شفاكا

والقاف حرف متحامىَّ عنه، وجياده ليست كثيرة، ومن أرواعها قافية زهير (٢):

إنَّ الخليطَ اجد البينَ فانفرقا ... وعلق القلب من أسماء ما علقا

وقافية البحتري (٣):


(١) ديوانه ص ٣٨٣ - ٣٨٧.
(٢) مختارات الشعر الجاهلي: ٢٨٥.
(٣) ديوانه ٢ - ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>