للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أأفاق صبُّ مَن هوى فأفيقا

وهي دون قافية زهير في القوة. وقافية قُتيلة بنت الحرث الحماسية، وقافية عمرو بن الأهتم المفضلية. ومقطوعات القاف الجيدة أكثر من طوالها الجيدة.

والفاء صعبة جدًا، ويخيل لي أنها أصعب من القاف، ومع أصولها في المعاجم أكثر من أصول القاف، ومع عسرها ففيها جيد كثير، ومن ذلك جمهرية الفرزدق (١) وفائية جران العود التي يقول فيها:

وقلنَ تمتع ليلةَ النأيِ هذه ... فإنك مرجوك غدًا أو مُسيفُ

وأمسكن دوني كل حُجزةِ مِئزر ... لَهُنَّ وطاح النوفلي المزخرفُ

(وديوانه مطبوع). هذا في شعر الأوائل. ومن جيادها في شعر المحدثين فائية الخليع، ولم أظفر منها إلا بأبيات هي:

تَركوا نساءَ أبيهمُ هَمَلا ... والمحصناتُ صواريخٌ هُتُفُ

تالله بعداك لا يدُومُ لَهُم ... عز ولا يبقى لُهم شَرَفُ

ولأبي تمام فائية في أبي دُلف، يقول فيها: "هذا أبو دُلفٍ حسبي به وكفى (٢) "، استجادها البديعي في هبة الأيام. وعندي أنها ليست بشيء بالقياس إلي


(١) ومطلعها:
عزفت بأعشاشٍ وما كدت تعزف ... وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف
ولج بك الهجران حتى كأنما ... ترى الموت في البيت الذي كنت تيلف
بكسر التاء وإشباعها، أي تألف على لغة تميم، وضبطًا خطأ في ديوانه (٢٠ - ٥٥١) هكذا: تيلف بفتح، فسكون.
(٢) أغاني الدار ٧، ١٤٨ و ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>