للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إحسان أبي تمام المعروف، ولأبي دُلامة فائية حلوة، كتبها يستجدي بها أحد الأمراء، جارية، ولولا بعض الخُبْث في أخرياتها لأنشدتها كاملة هنا، لجمال ما فيها من القصص (١). ومن خير فائيات المحدثين، مرثية المعريَّ في الشريف الموسويَّ (٢).

أوْدى فَلَيْتَ الحاثانِ كَفاف ... مالُ المسيف وعنبر المستافِ

ولابن الفارض كلمة مشهورة يقول فيه:

وعلمت أنَّ المُستحيلَ ثلاثةٌ ... الغولُ والعَنقاء والخلُّ الوَفيِ

حسنة لولا لين في لغتها.

ومقطوعات الفاء أجود من طوالها على وجه الإجمال. ومن أحسن ما قرأته منها، قول أحد الشراة وقد لامه قطري بن الفجاءة علي قعوده، وكتب إليه (٣):

أبا خالدٍ يا أنفر فلست بخالد ... وما جعل الرَّحمن عُذرًا لقاعد

فأجاب:

لَقَدْ زادَ الحياة حُباً إلي حُبا ... بناتي إنهن من الضعافِ

أُحاذر أن يرين الفقر بعدىِ ... وأن يشربن رنقا بعد صافِ

وأن يعرين إن كُسىَ الجوارى ... فتنبو العين عن كَرَمٍ عجافِ

ولولا ذاك قد سومت مهري ... وفي الرحمن للضعفاء كافِ

أبانا من لنا إن غبت عنا ... وصار الحيَّ بعدك في اختلافِ

وكهذه في الحسن كاملة امرأة عُبيد الله بن العباس حين قتل بُسر بن أرطاة


(١) العقد الفريد (لجنة التأليف والترجمة والنشر) ١: ٢٦٤ - ٢٦٦، وأنظر ترجمته في الأغاني.
(٢) الكامل للمبرد (مصطفى محمد ١٣٥٥ هـ) ٢ - ١٠٧ - ١٠٨.
(٣) ()؟ ؟ ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>