للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العامري "عامر قريش" ولديها (١):

ها من أحسَّ بُنيي اللذين هما ... كالدرتين تشظى عنهما الصدفُ

ها من أحسَّ بُنيي اللذين هما ... سمعي وقلبي فقلبي اليوم مُختطف

ها من أحسَّ بُنيي اللذين هما ... مخ العظام فمخي اليوم مزدهف

نُبئت بُسراً وما صدقت ما زعموا ... من قتلهم ومن الإفك الذي اقترفوا

أنحى على ودَجي طِفلي مُرهفة ... مشحوذةَ وكذاكَ الإثمُ يُقترف

من ذُلَّ والهةِ حسرى مسلبةِ ... علي صبيين ضلا إذا مضى السلف

ومن المقطوعات الجياد قول عنترة (٢):

أمن سمية دمع العين تذريف ... لو أن ذا منك قبل اليوم معروفُ

تجللتني إذا أهوى العصا قبلي ... كأنها رشا في البيت مطروف

العبدُ كعبدكم والمال مالكم ... فهل عذابكِ عني اليوم مصروف

والجيم حرف خداع، ظاهرهُ فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب، والمتخيرات فيه ليلة جدا. وأكثر ما استعملت الجيم عند القدماء في الوافر والطويل والرزجر، وجاء شيء منها في البسيط. وأكثر جيميات الوافر تتبع نهج ابن حسان، إذا يقول لابن أم الحكم (٣):

وأما قولك الخلفاء منا ... فهم منعوا وتينك من وداجِ

ولولاُهم لكنتِ كحُوتِ بحرٍ ... هوى في مُظلم الغمرات داجِ


(١) نفسه ٢ - ٢٦٦، وروى "يا" مكان "ها". وهي في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد الجزء الثاني، وذكر خبرها كاملًا. ومزدهف: مذهوب به ومختلس، والازدهاف فيه شيء من معاني الكسر والإذلال.
(٢) الأبيات أكثر مما روينا، وهذا ما أورده أبو العلاء منها في رسالة الغفران: ٢٣٨.
(٣) الكامل للمبرد ١ - ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>