للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكنت أذل من وتدٍ بقاعٍ ... يشجج رأسهُ بالفهرِ واج

وقد سلك هذا المسلك أبو دُلامة في جيميته الحلوة (١):

أفي صفراءً صافيةٍ المزاجِ ... كأن لهيبا لهب السراجِ

واتبع هذا المنهج أبو العلاء في إحدى درعياته (٢)، ولا بأس بها.

وطويليات الجيم رأسها جيمية الشماخ، وهي صلبة الأسر، تغلب عليها محاكاة لبيد. وعارضها علي بن العباس الرومي بجيمية مضمومة الروي في رثاء أحد الأشرف، مطلعها:

أمامك فانظر أي تهجيك تنهجُ ... طريقان شتى: مستقيم، وأعوجُ

وهي مشهورة، ولم يخلها أبو الفرج من ذم في كتابه "مقاتل الطالبيين". وقد كثرت معارضات هذه القصيدة بين المتأخرين، ولا سيما مداح النبيَّ، ومن ذلك كلمة البُرعي (٣):

متى يستقيم الظَّلَّ والعود أعوجُ ... وهل ذهب صِرف يساويه بهرج

وهي في ديوانه الذي بأيدي الناس، وهي متوسطة.

والرجزيات الجيميات لم أجد فيها شيئًا أستحسنه إلا ما رواه المعري في بعض مؤلفات لراجز لم يسمه، يقول:

تالله للنوم علي الديباج ... علي الحشايا وسرير العاجِ


(١) العقد الفريد (دار الترجمة) ١ - ٢٦١.
(٢) التنوير ٢ - ٢٠٠.
(٣) البرعي من شعراء المنصوفة المتأخرين، لم أجد أحدا ترجم له إلا صاحب التاج ٥ - ٢٦٩ في مادة "برع". وزعم أن الذي بأيدي الناس من شعره هو ديوانه الصغير.

<<  <  ج: ص:  >  >>