للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعلك تكون لاحظت أن أكثر التكرار الذي تمثلنا به، يقع بين عج بيت سابق، وصدر بيت لاحق، بأن يعيد الشاعر قافية البيت السابق، أو كلمة من العجز قوية المدلول.

ونظير الأبيات التي أوردناها من شعر تأبط شرا، قول صاحبه الشنفري في تائيته المفضلية:

فبتنا كأن البيت حجر فوقنا ... بريحانة ريحت عشاء وطلت

بريحانة من بطن حلية نورت ... لها أرج ما حولها غير مسنت (١)

ونحو منه ما رواه القيرواني لأمرئ القيس:

تقطع أسباب اللبانة والهوى ... عشية جاوزنا حماة وشيزرا

عيشة جاوزنا حماه وشيزرا ... أخو الجهد لا يلوي على من تعذرا

ولعل ابن رشيق وهم في رواية هذين البيتين (٢).

وقالت ليلى في الحجاج (٣):

إذا هبط الحجاج أرضا مريضة ... تتبع أقصى دائها فشفاها


(١) المفضليات: ٢٠٢، يقول كأن البيت قد طيب بريجانة أصابتها الريح عشاء، وترقرق عليها الندى وهذه الريحانة من بطن حلية، وحلية في حزن. وروض الحزن أطيب الروض. وغير مسنت: أراد به طيب الرائح، لا نفي الإسنات فحسب.
(٢) الرواية التي في الديوان (مختارات الشعر الجاهلي ٤٣).
بسير يضج العود منه يمنه ... أخو الجهد لا يلوي على من تعذرا
ولعل ما رواه ابن رشيق هو الصواب والله أعلم. والبيت من رائية امرئ القيس: سما لك شوق، وانظر الجزء الأول من المرشد.
(٣) الأماني (بولاق ١: ٨٧). والشرب بكسر الشين وإسكان الراء هو مقدار الشرب. والسجال جمع سجل بفتح السين وسكون الجيم: وهي الدلو العظيمة. والرز بكسر الراء وتشديد المعجمة: هو الصوت. والمسمومة الفارسية: هي السهام. والصرى: هو المشرب الأجن الكريه. والرجال الذين يحلبون صري السهام الفارسية المسمومة: هم الرماة جعلت رميهم بمنزلة المري والجلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>