للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن شيوخه الثقات، مكررة فيها الأبيات التالية على النحو الآتي:

وهمام بن مرة قد تركنا ... عليه القشعمين من النسور (١)

على أن ليس عدلا من كليب ... إذا طرد اليتيم عن الجزور

على أن ليس عدلا من كليب ... إذا رجف العضاه من الدبور (٢)

على أن ليس عدلا من كليب ... إذا ما ضيم جيران المجير (٣)

على أن ليس عدلا من كليب ... إذا خيف المخوف من الثغور (٤)

على أن ليس عدلا من كليب ... غداة بلابل الأمر الكبير (٥)

على أن ليس عدلا من كليب ... إذا برزت مخبأة الخدور (٦)

على أن ليس عدلا من كليب ... إذا علنت نجيات الأمور (٧)

فدي لبني الشقيقة يوم جاؤوا ... كأسد الغاب لجت في زئير


(١) همام بن مرة أخو جساس، قاتل كليب. يقول: قتلنا همامًا وتركنا عليه نسرين عظيمين على أنه ليس عدلا من كليب: أي ليس بنظير له ولا كفء لا سيما في زمان الشدة والجوع، حينما يطرد اليتيم عن لحم الجزور- ففي مثل هذا الزمان لا أحد يعدل كليبا جودا وكرما، وعطفا على اليتامى والمساكين. والجزور: هي الناقة التي تجزر.
(٢) العضاه: الأشجار ذات الشوك كالطلح والسيال والسلم والسنط، والدبور: الريح التي تأتي من الغرب. وترجف العضاه في زمن الزوابع والعواصف وخلو الدنيا من الخصب. وعندئذ يلفى كليب مفيدا متلافا للمال على الضعاف.
(٣) أي 'ذا ضيم جيران المجير يلفي كليب محافظا على الجوار. ولا يضيم المرء جيرانه إلا زمن القحط واللأواء.
(٤) الثغر: هو الموضع الذي يرابط فيه الجند للقاء العدو. وعندي أن هذا البيت أشبه بأن يكون قد انتحله الرواة الإسلاميون، لأن كلمة الثغر بمعنى المحل الحربي كثر استعمالها في الإسلام.
(٥) البلابل والتراتر والهزاهز كلها بمعنى. وبلابل الأمر الكبير: هي البلبلة التي تحدث من جرائه، قال أبو طالب فيما زعموا:
خليلي إن الرأي ليس بشركةٍ ... ولا نهنه عند الأمور البلابل
(٦) المخبأة في الخدور: هي الجارية الحسناء الكريمة. وفي هذا البيت ونظائره من الشعر الجاهلي ما يفيد أن سادة العرب كانت تحجب نساءها.
(٧) إذا علنت نجيات المور: أي حين الجد، عندما يواجه الرجال بعضهم بعضا بالحجج والعداوة والخصومة.

<<  <  ج: ص:  >  >>