للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومذهب الخنساء في ترديد اسم صخر يجري هذا المجرى وذلك حيث تقول:

وإن صخرًا لكافينا وسيدنا ... وإن صخرًا إذا نشتو لنحار

وإن صخرًا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار

هذا، والتكرار الملحوظ هو ترديد الأسماء والعلام المختلفة في اللفظ، المتفقة في المدلول كالتكرار الذي نجده في كثير من مقدمات القصائد الجاهلية، مثل ذلك قول العامري في المعلقة:

عفت الديار محلها فمقامها ... بمنى تأبد غولها فرجامها (١)

فمدافع الريان عري رسمها ... خلقًا كما ضمن الوحي سلامها (٢)

وفي القصيدة:

أم ما تذكر من نوار وقد نأت ... وتقطعت أسبابها ورمامها (٣)

مرية حلت بفيد وجاورت ... أهل الحجاز فأين منك مرامها

بمشارق الجبلين أو بمحجرٍ ... فتضمنتها فردة فرخامها

فصوائق إن أيمنت فمظنة ... منها وحاف القهر أو طلخامها (٤)


(١) تأبد: أي توحش. أي هذه الديار عفت وخلت وصارت خلاء قفرأ موحشًا.
(٢) المدافع: هي أماكن اندفاع المياه. يقول: الأماكن التي كانت تندفع فيها المياه في الموضع المسمى الريان، قد وضحت معالمها بعد جفاف المياه، وقد كشط السيل عنها التراب، فظهرت آثار الرسم البالي كما تظهر الكتابة على السلام بكسر السين: وهي الحجارة. والوحي: جمع وحي، وهو الكتابة. وهي أي الوحي بضم الواو على وزن فعول.
(٣) الأسباب: هي الحبال. والرمام: هي بقايا الحبال. والرمة بضم الراء وتشديد الميم هي القطعة من الحبل. يقول: ما الذي يذكرك نوار، وقد تقطع وصلها وتصرم؟
(٤) صوائق بضم الصاد، وهو مضبوط في بعض ما طبع من مجموعة المعلقات بفتح الصاد. وهذا الوزن نادر ذكره سيبويه. فمظنة منها، يعني فظننا أنها تكون بوحاف القهر الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>