للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأبى المنازل أن تجيب ومن جوى ... يوم الديار دعوت غير مجيب (١)

هل تبلغنهُم السلام دجنُة ... وطفاء سارية بريح جنوب (٢)

أو تدنينهُم نوازع في البرى ... عجل كواردة القطا المسروب (٣)

فسقى الغضى والساكنيه وإن هم ... شبوه بين الجوانحٍ وقلوب (٤)

فهنا ذكر البحتري الكثيب، وذا الأراكة، والغضي، وكلها مواضع لم تكن تمت إلي واقع حياته البغدادية العراقية بصلة، ولكنها تمت إلى الوهم والخيال الشعري بسبب قوى.

وله من أخرى:

هذا العقيق وفيه مرأى مونق ... للعين، لو كان العقيق عقيقا (٥)

أشقيقة العلمين هل من نظرٍة ... فتبل قلبًا للغليل شقيقا (٦)

وله في مطلع إحدى العينيات (٧):

بين الشقيقة واللوى فالأجرع ... دمن حبسن على الرياح الأربع


(١) لك أن تقول: ومن جوى بالتنوين وتنصب يوم على الظرفية. أو تجعل جوى مضافة إلى يوم أي من جواي في يوم الأراك أني دعوت من لا يجيب.
(٢) الدجنة: عنى بها السحاب الجون، والوطفاء: ذات الأطراف، وأصله من العين الوطفاء: وهي الطويلة الأهداب.
(٣) النوازع في البري: هي الإبل لأنها تنازع البرى: جمع برة: وهي حلقة توضع في أنف البعير، وشبه الإبل وهي نازعة في السير بالقطا الواردات الساربات من بلد بعيد إلى الماء، واستعمل المسروب مكان السارب توسعًا.
(٤) في هذا البيت ما يسميه البديعيون بالاستخدام، وهو الإشارة إلى الكلمة بقصدين مختلفين، فالغضى الأول موضع، والضمير في شبوه يعود على الغضى الذي يوقد وتكون ناره حامية، ويضرب به المثل في قولهم "جمر الغضى".
(٥) أي لو كان العقيق لم يتغير، وهذا من قصيدته "أأفاق" ٢: ١٤٥.
(٦) يقول: يا مجاورة العلمين ألا ترقين لمن هو مجاور للشوق.
(٧) ديوانه: ٢: ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>