هات الحديث عن الزوراء أو هيتا استعمال اسم بغداد نفسه ليس بقليل. فهو موجود عند المعري. وقصيدة ابن رزيق "أستودع الله في بغداد لي قمرا" مشهورة. إلا أن اسم الزوراء اصطبغ بصيغة الحنين والشوق اللاواقعي أكثر من اسم بغداد، ولذلك أمكن له أن يخلص إلى الشعر الصوفي النبوي. هذا ولا ينقض ما ذهبنا إليه أن يكون ابن الفارض عني بقوله الزوراء المدينة. فاستعماله لهذا اللفظ مجازي على أية حال. أي إن كان استعملها بمعنى بغداد فمراد منها الحضرة النبوية على صاحبها أفضل صلاة وتسليم. (٢) العجول: هي التي فقدت ولدًا. والبو: هو جلد ولد البهيمة الميت يحشى لترى أمه أنه هو، فتدر اللبن. (٣) السيف: هو الساحل، يتمنى الفرزدق أن لو تحولت زوراء المدينة إلى فلج وسيف كاظمة، وكل ذلك بنجد وديار تميم. (٤) يقول: كم نام عني الهم بالمدينة، إلا أنه قد عاد اليوم. وتفسير لفظه: كم نام عني تطلع النفس وارتفاعها دون الحيازم، وعنى بها: الصدر. واطلاع: فاعل نام. وفي الديوان جعله منصوبًا، ولا أدري كيف يوجه البيت على ذلك إلا أن يجعل فاعل لم يبل ضميرًا يعود على إنسان، وهذا لم يسبق له ذكر أو تنصب على نزع الخافض.