للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدهاريس مثل قول- وقد كنا استشهدنا به في معض الحديث عن التكرار الترنمي:

فتى ألف جزء رأيه في زمانه ... أقل جزيء بعضه الرأي أجمع

ومن شر أمثلة هذا النوع من التكرار، ما ذكره ابن رشيق نقلا عن ابن المعتز، وسماه مذهبا كلاميا فلسفيا، وهو البيت:

فيك خلاف لخلاف الذي ... فيه خلاف لخلاف الجميل

وقريب منه ما ينسب لديك الجن من قوله:

كأنها ما كأنه خلل الخلـ ... ـة وقف الحبيب إذ بغما

ويوشك أن يقع قريبا من هذا قول المقنع في الحماسة:

وإن الذي بيني وبين بني أبي ... وبين بني عمي لمختلف جدا

غير أن حاجة الأداء الشديد لتكرار "بين" هنا تغفر للشاعر ما كاد يقع فيه من الإفراط، هذا، ومما يصح الاستشهاد به على التكرار التفصيلي المنطقي الملحوظ قول المعري:

زحل أشرف الكواكب دارا ... من لقاء الردى على ميعاد

ولنار المريخ من حدثان الد ... هر مطفوإن علت في اتقاد

والثريا رهينة بافتراق الشمل حتى تعد في الأفراد

فهذا ملحوظ من حيث أن الشاعر كرر أسماء كواكب مختلفة، وكل ذلك يبلغ قصدا واحدًا، وهو تأكيد معنى الفناء، حتى للكواكب التي كان كثير من فلاسفة القرن الرابع يؤمنون بخلودها.

ويجري مجراه ما استشهد به ابن رشيق نقلا عن ابن المعتز من كلام أبي عبد الرحمن العطوي:

<<  <  ج: ص:  >  >>