للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الروم والصقالب والتر ... ك وبعض البلغار واليونان

لم يحاشوا ممن عددت من الآ ... فاق من مسلم ولا نصراني

ولا أحسب القارئ إلا قد فطن إلى أن هذا التكرار ملحوظ، اعتمد فيه الشاعر توضيح المعنى، وهو جمع الخلق من كل فج، عن طريق تعداد الأجناس والمبالغة. ثم تجاوز ذكر الأجناس إلى ذكر أصناف الأشخاص، ليبالغ في أبراز قبحهم ودمامتهم وشراهتهم قال:

والبوادي من الحجاز إلى نجـ ... دٍ معديها مع القحطاني

كل شكل ما بين حدب وحولٍ ... وأصم والعمي والعوران (١)

وشيوخ قب البطون وشبا ... ن رحاب الأشداق والمصران (٢)

كل ذي معدةٍ تقعتع جوعا ... وهو شاكي السلاح بالأسنان

ثم لما فرغ من أوصاف أشكالهم، تجاوزها إلى أسمائهم، وراعى في ذلك إبراز القبح والدمامة، وأحسن في سرد الأعلام، وإجرائها مع رنة الوزن، مع إبراز الناحية الخطابية، ناحية المبالغة والتهويل، بترديدها في نسق لا أشك أن أبا تمام لا يستكبر أن ينسب إليه.

وذلك قوله:

كل ذي اسم مستغرب أعجمي ... منعت صرف إسمه علتان (٣)

كمرند وطغتكين وطرخا ... ن وكسرى وخرم وطغاني

وخمار وزيرك وخونذ ... ومحيس وطشلم وجوان (٤)


(١) أحسب الروية "ثم صم" لأن "أصم" صفة مفردة لا تلائم ما قبلها وما بعدها من الجموع.
(٢) قب البطون: أي ضمر البطون. والمصران: جمع مصير.
(٣) قطع الهمزة من اسم قبيح. ولعله منعت صرفا اسمه علتان والله أعلم.
(٤) خمار ربما يكون قد عنى به خمارويه أو خمار سكين. وجوان ربما جاء اسما عربيا مصروفا، وقد كان لعمر بن أبي ربيعة ولد اسمه جوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>