للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غمر جمعوا بغير عقولٍ ... وازعات عني ولا أديان

هل سمعتم بمعشر بمعشر جمعوا الخيـ ... ـل وسأروا بالرجل والفرسان

رحلوا من ديارهم ليلة المر ... فع من أجل أكلة مجان

وهذا كما لا يخفى مسروق من قول جرير يهجو بني الهجيم في إحدى كلماته:

وبنو الهجيم قبيلة ملعونة ... حص اللحى متشابهو الألوان

لو يسمعون بأكلة أو شربة ... بعمان أصبح جمعهم بعمان

والمرفع الذي ذكه الشاعر هو موسم من مواسم النصارى، وزعم صاحب حواشي معجم الأدباء أنه الأيام التي تسبق صوم النصارى. ولا أحسب النصارى يقمون للأيام التي تسبق صوم الفصح وزنًا، إنما الوزن للفصح نفسه، ولنهايته، والله أعلم. ثم يقول الشاعر الواساني:

لست أنسى مصيبتي يوم جاءوا ... في خميس ملء الربا والمغاني

يقدم القوم أرحبي هربت الشـ ... ـدق رحب المعي طويل اللسان

هو نمس الدجاج والبط والوز ... ز وذئب النعاج والخرفان

وأبو القاسم الكبير على طر ... ف كميت أقب كالسرحان

وأخوه الصغير يعترض الخيـ ... ل على قارح عريض اللبان (١)

والسري الذي سرى في جيوش ... أضعفتني وقصرت من عناني

بفم واسع وشدق رحيب ... وبكف تجول كالصولجان

ثم أخذ الوساني يعدد الأشخاص والأسماء، وينحي بالملائمة والتقريع على أولئك الأدباء والظرفاء والفلاسفة الذين كان يظن فيهم الخير، فإذا هم بطون رحاب، وأشداق صلاب، وأضراس مثل كلاليب العذاب، وإذا هم نائبة مع النوائب، وشر مع الذي ضافه من الشر. ثم ماذا؟


(١) القارح من الخيل: كالفتى الجلد الشاب من الناس. واللبان: هو الصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>