تفاعيل يجتمع بعضها إلى بعض، فتكون الأبحر، والشعر العربي كغيره من الأشعار". أهـ كلام الدكتور مندور.
وأقول بعد: لله در الدكتور مندور، إن كان قد أطلع على جميع أصناف الشعر شرقيها وغربيها، ووجدها تتكون من تفاعيل يضم بعضها إلى بعض، إلى آخر ما قاله. وما كان أغناه عن هذه المكابرة، وهذه الدعوى الطويلة العريضة:
والدعاوى ما لم يقيموا عليها ... بيناتٍ أبناؤها أدعياء
ولقد ند عن الدكتور مندور ما أراده الأستاذ دريني خشبة، من كلمته الموجزة اللطيفة. فقد أراد أن الشعر العربي يدور حول بحور كاملة، ذات أشطار متساوية، هذه الأشطار مكونة من تفاعيل، بحسب ما هو متواضع عليه في علم العروض. أما الشعر الإنجليزي مثلًا، فعماده التفعيلة الواحدة، يجعلها الشاعر أساسها لوزنه، ويطيل الشطر ويقصره بحسب دواعي صناعته، وأغراض كلامه، وليس في الشعر العربي هذا النوع من التحرر، هذا هو المارد الواضح من كلام الأستاذ دريني خشبة. وهو مقبول سائغ، وإن كان لا يستقصي ولا يدقق، وقد اعتذر الأستاذ دريني عن ذلك، وأرانا أن كلامه هذا من باب الإيماء والإشارة، لا البحث والتدقيق.
وبقي بعد أن ننظر في كلام الدكتور مندور الذي قد ادعى البحث والتدقيق والتحقيق وزعم أن جميع أشعار الدنيا قوامها التفعيلات يضاف بعضها إلى بعض فيحدث البحر؛ وأن العربية ما هي إلا مثل من هذا الخلط "الدنيوي" (١) الشامل العام.
أول ما يقال في نقض هذا الكلام هو ما ذكرته آنفا، من أن التفعيلة في الشعر الإنجليزي مثلًا -وأحدد كلامي فأقول: في بعض الشعر الإنجليزي، وهو بعض